جدول المحتويات
مقدمة
يعد التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال من أكثر الأمراض انتشارًا خلال فصل الشتاء، خاصة بين عمر 6 أشهر إلى 3 سنوات. هذا المرض يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا، بكاءً مستمرًا، اضطراب النوم، وارتفاع الحرارة، مما يجعل الوالدين في حالة قلق دائم على طفلهم.
تُشير الإحصاءات الطبية إلى أن 1 من كل 3 أطفال قد يصابون بعدوى الأذن الوسطى على الأقل مرة واحدة خلال أول عامين من حياتهم، خصوصًا في الدول ذات التغير الموسمي الواضح مثل الإمارات.
ما يميز التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال هو تطوره السريع وتأثيره على السمع مؤقتًا، إضافة إلى احتمالية تكراره أكثر من مرة بسبب ضعف المناعة وخصائص تشريح الأذن لديهم.
ما هو التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال؟
التهاب الأذن الوسطى هو عدوى تصيب الفراغ خلف طبلة الأذن بسبب بكتيريا أو فيروس يؤدي إلى تجمع السوائل داخل الأذن، ما يسبب ألمًا، ضغطًا، وارتفاعًا في الحرارة.
يحدث غالبًا بعد نزلات البرد، الإنفلونزا، أو احتقان الأنف عند الأطفال.
أسباب التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
الأسباب متعددة، وأبرزها:
1) نزلات البرد والالتهابات التنفسية
عندما يصاب الطفل بالرشح أو بالتهاب الحلق، تنتقل العدوى إلى قناة استاكيوس الصغيرة، فتغلق ويتجمع السائل داخل الأذن.
2) ضعف جهاز المناعة
خصوصًا عند الأطفال دون العامين، حيث تكون المناعة غير مكتملة.
3) موقع قناة استاكيوس
قناة استاكيوس أقصر وأفقية عند الأطفال، ما يسهل انتقال العدوى.
4) العوامل البيئية
مثل:
- التغيرات المناخية في الإمارات خلال الشتاء
- الحضانات
- التدخين السلبي
- الهواء الجاف
أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
تظهر الأعراض بسرعة، ومن أبرزها:
الأعراض الشائعة
- ألم شديد في الأذن
- بكاء غير مبرر
- شدّ الطفل لأذنه
- قلة النوم
- فقدان الشهية
- ارتفاع الحرارة
- قيء أو إسهال في بعض الحالات
- ضعف السمع المؤقت
علامات تستدعي الانتباه
- خروج إفرازات من الأذن
- انتفاخ خلف الأذن
- صعوبة في التوازن
- فقدان السمع المؤكد
كيف يتم تشخيص التهاب الأذن الوسطى؟
يعتمد الطبيب على الفحص السريري باستخدام جهاز خاص لرؤية طبلة الأذن، وقد يطلب:
فحوصات متقدمة عند الحاجة
- قياس ضغط طبلة الأذن
- اختبارات السمع
- تقييم تكرار الالتهاب
في الإمارات، تعتمد العيادات الحديثة على أجهزة دقيقة لفحص طبلة الأذن لدى الأطفال مع فحص وظيفة قناة استاكيوس، لتحديد نوع الالتهاب بدقة.
علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
يختلف العلاج حسب الحالة:
1) علاج بدون مضاد حيوي
في كثير من الحالات، يكون الالتهاب فيروسي، ولا يحتاج مضادًا.
يكتفي الطبيب بـ:
- مسكنات الألم
- خافض للحرارة
- مراقبة الحالة خلال 48–72 ساعة
2) المضادات الحيوية
يوصف المضاد فقط إذا كان الالتهاب بكتيريًا، خاصة مع:
- حرارة عالية
- ألم شديد مستمر
- طفل أقل من عام
- وجود قيح أو إفرازات
3) أنابيب تهوية الأذن (الحالات المزمنة)
إذا تكرر التهاب الأذن الوسطى أكثر من 4 مرات في السنة، قد يقترح الطبيب إجراءًا بسيطًا بوضع أنبوب صغير لتصريف السوائل ومنع الالتهاب.
هل يسبب التهاب الأذن الوسطى ضعف السمع؟
نعم، لكنه غالبًا مؤقت.
احتباس السوائل يمنع حركة طبلة الأذن الطبيعية، ما يؤثر على السمع.
يزول الضعف بعد العلاج وتجفيف السوائل.
علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل
يمكن تقديم الراحة للطفل في المنزل عبر:
- كمادات دافئة على الأذن
- رفع رأس الطفل أثناء النوم
- الإكثار من السوائل
- تجنب دخان السجائر
- استخدام محلول ملحي لتنظيف الأنف بعد استشارة الطبيب
⚠️ لا يجب وضع زيوت أو قطرات منزلية في الأذن دون توجيه طبي.
الوقاية من التهاب الأذن الوسطى في الإمارات
الوقاية مهمة خاصة خلال موسم الشتاء:
- الحفاظ على نظافة اليدين
- تجنب الحضانات خلال العدوى التنفسية
- استعمال لقاحات الإنفلونزا
- تجنب التدخين السلبي
- ترطيب هواء المنزل
- الرضاعة الطبيعية
متى يجب زيارة الطبيب؟
- ألم شديد لا يتحسن
- حرارة عالية فوق 38.5
- خروج إفرازات من الأذن
- بكاء مستمر
- ضعف سمع واضح
خاتمة
التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال من الأمراض الشائعة في فصل الشتاء، ويمكن علاجه بسهولة عند التشخيص المبكر، وتقديم الرعاية الصحيحة في المنزل، والمتابعة مع طبيب متخصص.
إذا كان طفلك يعاني من أعراض التهاب الأذن أو تكرار العدوى، يمكنكم حجز موعد لدى مركز الإمارات الدولي الطبي للحصول على تقييم دقيق وعلاج مناسب بأحدث الأجهزة الطبية.


